📁 آخر الأخبار

الوضع الراهن في السودان والجنود المصريين


السودان… بين الصراع والسلام

تشهد السودان أزمة سياسية وأمنية خطيرة بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس المجلس السيادي، في عدة مناطق من البلاد، مثل قاعدة مروي الجوية والخرطوم والجزيرة.

هذه الأزمة تهدد بإفشال اتفاقية السلام التاريخية التي تم توقيعها في أغسطس/آب 2020 بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، التحالف المدني الممثل للثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.

هذه الأزمة تثير أيضا قلق دول المنطقة والعالم، خاصة مصر التي تشارك السودان حدودا طويلة ومصيرا مشتركا في قضية سد النهضة. فمصر تحرص على استقرار وأمن جارتها التاريخية، وتدعم جهود التوصل إلى حل سلمي للخلافات بين الأطراف السودانية.

وفي هذا الإطار، تقوم مصر باتصالات دبلوماسية مكثفة مع كافة الأطراف المعنية في السودان والإقليم والعالم، لإبداء موقفها من الأزمة وتقديم مبادرات لحلها. كما تقوم مصر بتأمين جنودها الموجودين في قاعدة مروي ضمن تدريبات مشتركة مع الجيش السوداني، والذين احتُجزوا من قبل قوات الدعم السريع.

وتؤكد مصر على ضرورة احترام اتفاقية السلام والشراكة التاريخية بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، والتزام جميع الأطراف بالحوار والتفاوض كأساس لحل أي خلافات. كما تؤكد مصر على دورها في دعم التنمية والإعمار في السودان، من خلال تنفيذ مشروعات اقتصادية وإنسانية مشتركة.

تحديات تواجة الحكومة السودانية 

وفي ظل هذه الأزمة، تواجه الحكومة السودانية تحديات كبيرة في إدارة الشأن الداخلي والخارجي، وتحقيق التوازن بين مطالب المجتمع المدني والقوى العسكرية. فالحكومة تسعى إلى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية ومؤسساتية، وإنهاء الحروب في المناطق المتضررة، وإعادة دمج المسلحين في المجتمع، وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية.

ولكن هذه الجهود تواجه مقاومة من بعض القوى التي ترى أنها تهدد مصالحها أو نفوذها، أو تخشى من فقدان سيطرتها على الموارد أو السلطة. ومن هذه القوى قوات الدعم السريع التي تشكل جزءًا من المجلس السيادي، والتي تتمتع بقوة عسكرية وشعبية كبيرة، ولها دور مؤثر في عملية السلام مع بعض الحركات المسلحة.

كيف يمكن ان تحل ازمة السودان

ولذلك، فإن حل الأزمة يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف السودانية، والالتزام بروح التعاون والتفاهم والمصالحة. كما يتطلب دعم دولي وإقليمي للحكومة الانتقالية، لمساعدتها على تجاوز هذه المرحلة الحرجة، وإكمال مسار التحول الديمقراطي.

وفي هذا المجال، تبرز أهمية دور مصر كشريك استراتيجي للسودان، وكدولة صديقة تحرص على استقرار وأمن جارتها. فمصر لديها خبرة وثقافة سياسية كبيرة، ولديها علاقات جيدة مع مختلف الأطراف في السودان والإقليم. كما لديها مصالح مشتركة مع السودان في قضايا حاسمة، مثل سد النهضة والأمن المائي والغذائي.

ولذلك، فإن مصر قادرة على لعب دور فعال في حل الأزمة السودانية، من خلال التوسط بين الأطراف المتصارعة، وتقديم رؤية شاملة لإخراج البلاد من حالة التشظي والانقسام. كما قادرة على تقديم دعم اقتصادي وإنساني للشعب السوداني، من خلال تطوير التعاون المشترك 

في المجالات الزراعية والصناعية والخدمية.


وفي الختام، نأمل أن تتجاوز السودان هذه الأزمة بسلام وحكمة، وأن تستعيد دورها كدولة موحدة ومستقرة وديمقراطية. ونأمل أيضا أن تستمر مصر في دعم السودان بكل الوسائل الممكنة، وأن تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأن تسهم في تحقيق التكامل والتعاون في المنطقة.


إ


تعليقات